الكابتن جاك سبارو

كلنا نتذكر الجزء الأول من قراصنة الكاريبي وشخصية ( الكابتن جاك سبارو ) التي نجح في أدائها الممثل المميز ( جوني ديب ). كانَ هذا هو الفلم الأكثر ترقباً في موسم الأفلام بالصيف، وها هو ينزل.
تقوم فكرة الجزء الثاني على أسطورة مفادها أن قبطاناً يُدعى ( ديفي جونز ) وقع في غرامِ فتاةٍ أحبها من كل قبله، ولأنه لم يطق هذا الحب الذي أكسبه صفاةً تختلف عن صفاة شخصيته الدموية الصارمة، قام بانتزاعِ قلبه وقفل عليه داخلَ صندوقٍ وأخبأه بعيداً عنه وعن العالم. تحول هذا القبطان إلى أسطورةٍ لأنه لم يمت هو وطاقم البحارة الذين معه، بل تحولوا إلى وحوش بحرية تهاجم السفن وتسخّر البحارة خدماً للقبطان ( ديفي جونز ) في حياةٍ أبدية وعبودية لا تنتهي.يظهرُ أن الكابتن ( جاك سابرو ) مديونٌ للقبطان ( ديفي جونز ) الذي يريد أن ينتزعَ حياته ويسخره خادماً له. من هنا تبدأ المفارقات وتبدأ عقدة القصة.لا أستطيع أن أكتمَ إعجابي بدور ( جوني ديب ) وأدائه المميز. كل ما أستطيعُ أن أقولَه أنَّ الفن في الماضي كان يحاول أن يجعل أفلام الكرتون قريبةً من الحياة والأفلام الواقعية. أما الآن.. فقد أصبحَوا يحاولون أن يجعلوا الأفلام الواقعية أقرب لأفلام الكرتون. إذا كنتَ مخرجاً.. فلن تجدَ أفضل من ( جوني ديب ) لآداء هذه المهمة.عندما تنظرُ إلى ( الكابتن جاك سبارو ) تعتقد أنك تشاهدَ ( بوجز بني ) أو غيره من الشخصيات الكرتونية. كل هذا متمثل في طريقة مشيه المتراقصة، وطريقة عدوه المضحكة، وتعليقاته الهازلة، والحيل الطريفة التي يلجأ إليها.دخول الكابتن ( جاك سبارو ) إلى الفلم كانَ مميزاً بحدِ ذاته. كانَ المشهدُ يصورُ قلعةً مرعبةً مظلمة، وأشخاصاً يرمون توابيت المتوفين في المحيط. أخذت الكاميرا تتبعُ التوابيت السابحة وسط المحيط الواسع، لتستقرَ على غرابٍ أسود هبط على إحدى هذه التوابيت وبدأ ينقرُ خشبَها. بمجردِ أن نقرَ نقرتهُ الثالثة، دوّت طلقةٌ مدوية من جوفِ التابوت، ليتحولَ الغراب إلى كومةِ ريشٍ متطايرة، ويظهرُ رأسُ ( الكابتن جاك سبارو ) المضحك من الفتحة.هناكَ لوحاتٌ بصرية رائعة خلقها مخرجُ الفلم بحرفيةٍ رائعة، أذكر منها - لكل من رأى الفلم- مشهد ( جاك سبارو ) وهو يواجه الأخطبوط بسيفِه وجهاً لوجه، والتي أرادَها المخرج أن تبقَ لوحةً عالقةً في أذهانِ مشاهدي فلم، حتى نزول الجزء الثالث.يشاركُ ( جوني ديب ) في التمثيل كوكبة من الممثلين الرائعين أذكر منهم: الجميلة ( كيرا نايتلي )، والوسيم ( أولاندو بلوم ). رغمَ الأداء المميز لجميع الممثلين في أدوارهم الرئيسية أو الثانوية، ولكنََّ حضورهم جميعاً يتضاءل أمام الحضور الطاغي للكابتن ( جاك سبارو ).نهاية الفلم تخفي مفاجأةً سارة لكلِ من محبيّ هذه السلسلة الناجحة.