المفتش كرومبو

شكلت شخصية المفتش "كروميو" ظاهرة لاقت نجاحا غير متوقع على الفضائيات المصرية تحديدا ، وأستطاع أن يجذب عددا كبيرا من المشاهدين إليه، ليس طمعا بالجائزة التي كانت قيمتها "الف جنية مصري" لتصبح بعد فترة "ألف دولار" بحثا عن عدد أكبر من المتصلين. وبغض النظر عن الجانب التجاري في شخصية المفتش "كرومبو" إلا أنه يعتبر أول شخصية كرتونية عربية تحقق شهرة بين المشاهدين وتصبح رمزا .
كرومبو، شخصية كارتونية لمخبر سري مهمته إكتشاف المجرم ، ابتكرها هيثم حمدي وهو صاحب شركة إنتاج، وتدور حول " فزورة" يتم عرضها بطريقة كوميدية عرضت في شهر رمضان ولم يكن يتوقع مبتكرها أن تتجاوز هذه الحلقات شهر رمضان لتصبح حلقات أسبوعيى تذاع يوميا وينتظرها كثير من المشاهدين نظرأ لنفحة الكوميديا العالية فيها والمستمدة من البيئة المصرية وحارتها الشعبية . مجلة "جود نيوز تي في " المتخصصة في الفضائيات قامت في عدد شهر مارس في محاولة للوصول لأسباب النجاح الكبير لهذه الشخصية الكارتونية التي أثارت الكثير من الجدل في الأسابيع القليلة الماضية مع القاء الضوء على صناع العمل ومشروعاتهم المستقبلية خصوصاً في ظل المنافسة القوية من برامج تحاول تحقيق نفس النجاح من خلال استخدام العناصر ذاتها وكان أخرها ظهور نفس الشخصية لكن بفريق عمل مختلف على قناة (بانوراما دراما

لماذا "كرومبو" بالتحديد؟.. كان "هيثم" في صغره من عشاق شخصية المفتش "كولومبو" كغيره من متابعي مغامرات هذه الشخصية بذكائها الشديد رغم ما يبدوا عليها من علامات غباء والتي كانت تتميز بخفة دم أيضا ، ظلت تلك التفاصيل عالقة بذاكرته طويلا ، إلي ان قرر انه يخرجها في شخصية المفتش "كرومبو" ، مبتعدا طبعا عن الاسم الحقيقي ولكن باسم شبيه له وكوميدي في الوقت ذاته ، حتى انه صمم له سيارته الخاصة كما كان "لكولومبو" الـ(الكابروليه) المميزة ، وقد ظهرت سيارة "كرومبو" في حلقة (طاقية الإخفاء) عندما قال عنها " درويش أبو ورنيش" : (ابن عمتي عنده وحده اخت دي .. بس بني برباط!).
2-لكي يتم تحويل مسلسل 10 دقائق إلي مجرد مسابقة لا تتجاوز الدقيقتين ، اضطر "هيثم" إلي إعادة صياغة الحلقات الأولي التي كان قد كتبها واعدها بالفعل ، واختصر معظمها لتصبح أقرب الشكل الإعلاني وفقا لسياسة القنوات الفضائية في هذا الشأن ، ولتصبح بدورها مسابقة أسبوعية جاهزة للعرض ، وكانت (ميلودي) ، (دريم) ، ( المحور) ، (كايرو سينما) و(بانورما دراما) أول خمس قنوات ترحب بالفكرة ، وتم عرض الحلقات في رمضان الماضي ، لتتوالي بعدها الطلبات من عدة قنوات عندما لمسوا ردود الأفعال التي أكدت نجاح الشخصية ومكاسبها المادية.

هو نفسه صوت (سحس بومب) هو صوت جميع أصوات المشتبه فيهم ، "ماجد صبري" الذي يعد واحد من فريق العمل فاجئ المشاهدين ببراعته في أداء جميع تلك الأصوات ، دون إحساس المشاهد بوجود أي تقارب بين صوت شخصية وأخري بما فيهم أصوات الشخصيات النسائية مثل (أم قويق ) و(عزيزة اللذيذة) ، كما كان هو صاحب اختيار "التون" الخاص بكل شخصية الذي يري انه الأنسب لملامحها والحوار الذي كتب علي لسانها وما لا يستطيع "ماجد" فعله بصوته يأتي مهندس الصوت "احمد صالح" ليضفي شيئا من التمييز بين تلك الأصوات .

4-كل حلقة يتم كتابتها أولا بأول ، فعندما قدم (كرومبو) ليكون جاهزا للعرض منذ البداية لم يكتب "هيثم حمدي" سوي ثلاث حلقات فقط ، متخيلا حينها انه لن يتجاوز الست حلقات علي الأقل ، إلا أن ردود الأفعال الإيجابية عن نجاح الفكرة شجعه علي كتابة المزيد من الحلقات ، وحتي تلك اللحظة لا يعلم ماذا ستحمل الحلقات القادمة من أحداث جديدة ، لكنه علي المدى القريب قرر إضافة شخصية جديدة إلي الحلقات لتشاركه الأحداث كنوعا من التجديد بخلاف "سحس بومب" وهي "زوجة كرومبو" .

5-لم تكن شخصية ( سحس بومب) مكتوبة من أول الحلقات ، لكنهم وجدوا ان "كرومبو" يخاطب الكاميرا وحده كثيرا وخافوا بذلك الوقوع في دائرة الملل ، التي قد تذهب بالمشاهد بعيدا ، لذلك رأوا ضرورة وجود شخصية أخري يخاطبها كرومبو في الأحداث ، لإضفاء مزيد من الكوميديا ، فٌوجدت شخصية (سحس) الذي تقبله المشاهد بغبائه وغروره ، وقد اختار ابن "هيثم حمدي" اسم (سحس بومب) ، بعد ان اختار"هيثم" اسم (مبروك هولمز) قبل ان يستقر علي ما رشحه له ابنه ذو الخمسة سنوات.

6-اختيار أسماء شخصيات (كرومبو) -التي اعتبر البعض أنها احد أسباب نجاح المسابقة- موفقا من "هيثم" ، الذي أكد أنهم أشخاصا قابلهم في الواقع ، و لم تكن تلك هي أسمائهم الحقيقية ، إنما اسماءا دلت علي شخصياتهم ، مثل شخصية "حامد مفيش فكة" فهو يعرف مثلا شخصا صاحب بقالة صغيرة "عنده فكة او معندهوش .. يقول مفيش" ، وعرفته المنطقة بذلك ، أو أسماءا اخرى اشتهروا بها اصحاب المهن المختلفة ، مثلا (بافتة المنجد) و(سوستة الترزي) و(ساكسوكة الحلاق) وغيرها من الأسماء التي لفتت انظار المشاهدين ولاقت إعجابهم ، ولمزيد من الاتقان كان يصور بعضهم ويناقش تفاصيلهم مع "ماجد صبري" الذي اقترب في أدائه الصوتي لهذه الشخصيات.